مواضيع مهمة

مدارس علم النفس
ملخص ميادين علم الإجتماع
طبيعة واهداف علم الاجتماع
عرض حول علم الاجتماع الحضري

الأحد، 30 أكتوبر 2016

ما هية وطبيعة واهداف علم الاجتماع

ما هية وطبيعة واهداف علم الاجتماع

هنالك عدة تعاريف ومفاهيم علمية دقيقة لعلم الاجتماع اهمها تعريف ‏البروفيسور مورس كينز بيرك- Gins berg- الذي ينص على انه العلم ‏الذي يدرس طبيعة العلاقات الاجتماعية وأسبابها ونتائجها والمجتمعات ‏المحلية الكبرى . ويعني كينز بيرك بالعلاقات الاجتماعية أي اتصال او ‏تفاعل او تجاوب بين شخصين او اكثر يهدف الى سد اشباع حاجات ‏ومتطلبات الافراد الذين يكونون الاتصال او التفاعل الاجتماعي . فاتصال ‏البائع بالمشتري واتصال الطالب بالاستاذ واتصال الطبيب بالمريض ‏واتصال القاضي بالمتهم هي انواع مختلفة من العلاقات الاجتماعية والتي ‏تتضمن سؤال وجواب وفعل ورد فعل ومجموعة رموز سلوكية وكلامية ‏وتفاعلية يؤديها اطراف العلاقة الاجتماعية .لكن العلاقات الاجتماعية التي ‏تقع بين الافراد والجماعات والمنظمات الاجتماعية الوظيفية تكون على ‏انواع مختلفة كالعلاقة الاجتماعية العمودية والعلاقة الاجتماعية الافقية ‏والعلاقة الاجتماعية الرسمية والعلاقة الاجتماعية غير الرسمية .‏

ان العلاقة الاجتماعية العمودية هي الاتصال او التفاعل الذي يقع بين ‏شخصين او اكثر يحتلون مراكز اجتماعية وادواراً وظيفية مختلفة كاتصال ‏الضابط بالجندي واتصال الاب بالابن واتصال المهندس بالعامل واتصال ‏الطبيب بالمريض .‏
...

وهناك العلاقة الاجتماعية الافقية التي هي الاتصال او التفاعل الذي يقع ‏بين شخصين او اكثر يحتلون مراكز اجتماعية متساوية ومتكافئة من ناحية ‏المنزلة والدور كاتصال المهندس أ بالمهندس ب واتصال العامل أ بالعامل ‏ب واتصال المدرس أ بالمدرس ب . وهناك العلاقة الاجتماعية الرسمية ‏التي تدور حول التفاعل الذي يقع بين الافراد والذي يتعلق باداء الواجبات ‏والمهام الرسمية المناطة بهم والتي عن طريقها يمكن تحقيق اهداف ‏المنظمة او المؤسسة التي يعملون بها كاتصال المدرس بطلبته وقت ‏المحاضرة وحثهم على السعي والاجتهاد والحصول على احسن النتائج ‏الاكاديمية . واخيراً هناك العلاقة الاجتماعية غير الرسمية التي هي ‏الاتصال والتفاعل غير الرسمي بين افراد المؤسسة والذي لا يتعلق ‏بالواجب والعمل بل يتعلق بالامور الشخصية للافراد الذين يدخلون في هذا ‏النمط من العلاقة الاجتماعية كاتصال المهندس أ بالمهندس ب حول ‏الاستفسار عن عائلته ودعوته للذهاب معه الى المطعم بعد الانتهاء من ‏الدوام الرسمي .‏

ان للعلاقات الاجتماعية كما يخبرنا كينز بيرك مجموعة اسباب ‏ونتائج،فأسباب العلاقات الاجتماعية هي الدوافع والمنبهات التي تحفز ‏الافراد على تكوين العلاقات ، والدوافع الاقتصادية هي التي تحفز العامل ‏على العمل في المصنع وتكوين العلاقات الاجتماعية مع العمال ‏والادارة،والدوافع التربوية هي التي تحفز الطالب على الدراسة في الكلية ‏او الجامعة وتكوين العلاقات الاجتماعية مع الطلبة والاساتذة ، والدوافع ‏العسكرية هي التي تحفز المقاتل على الانخراط في المؤسسات العسكرية ‏وتكوين العلاقات الاجتماعية مع المقاتلين والضباط . زد على ذلك الدوافع ‏الصحية التي تحفز الانسان على تكوين العلاقات الاجتماعية ، وهذه ‏العلاقات بأنواعها المختلفة هي التي تشبع حاجات وطموحات واهداف ‏الاشخاص الذين يدخلون في مجالاتها ويخضعون لأحكامها وقوانينها.‏

اما نتائج العلاقات الاجتماعية فإنها تعبر لا عن طبيعة الاسباب التي تحدد ‏تكوينها وحدوثها . فلو كانت الاسباب اقتصادية لكانت النتائج ‏اقتصادية.فالعلاقات الاجتماعية التي تقع بين العمال والادارة هي علاقات ‏تتأثر بالعامل الاقتصادي فلو كانت هذه العلاقات ايجابية وجيدة فإن الانتاج ‏لابد ان يكون كبيراً وجيداً بينما لو كانت هذه العلاقات سلبية فإن الانتاج لا ‏بد ان يكون ضعيفاً من ناحية الكمية والنوعية . وهناك دراسات وبحوث ‏قام بها علماء الاجتماع الصناعي تشير الى اثر العلاقات الانسانية في كمية ‏ونوعية الانتاج ومن اهم هذه الدراسات دراسة البروفيسور اليتن مايو ‏التي توضح دور العلاقات الاجتماعية السلبية التي تربط العمال بالادارة ‏في احد المصانع الامريكية في انخفاض كمية الانتاج وتدني نوعيته .‏

ان حقل علم الاجتماع الواسع يهتم بدراسة انماط العلاقات الانسانية ‏والاحكام والقوانين التي تنظمها . واهتمامه بهذه الدراسة ينطلق من هدف ‏تحسين وتطوير العلاقات من خلال ازالة معوقاتها ومظاهرها السلبية واذا ‏ما تحسنت العلاقات فإن الانسان من خلال الجماعة والمجتمع يستطيع ‏بلوغ امنية واهدافه القريبة والبعيدة .‏

اما ماكس فيبر (‏Max Weber‏ ) فيعرف علم الاجتماع في كتابة (نظرية ‏التنظيم الاجتماعي والاقتصادي ) بالعلم الذي يفهم ويفسر السلوك ‏الاجتماعي . وبالسلوك الاجتماعي يعني فيبر اية حركية او فعالية مقصودة ‏يؤديها الفرد وتأخذ بعين الاعتبار وجود الافراد الاخرين وقد يكون سببها ‏البيئة او الاحداث التي تقع فيها او الاشخاص الذين يلازمون الفاعل ‏الاجتماعي ( ‏Social Actor‏) الذي يقوم بعملية الحدث او السلوك ، ‏والسلوك الاجتماعي يعتمد عادة على ثلاثة مقاييس اساسية هي :‏


لكن سلوك الفرد يتغير من وقت لآخر تبعاً لطبيعة واهمية الادوار ‏الاجتماعية التي يتفاعل مع دورة الوظيفي . فسلوك الطفل ، الذي يتجسد ‏في كلامه وحركاته وسكناته . مع أخيه الطفل يختلف عن سلوكه مع والدة ‏او والدته ، كذلك يختلف سلوك الطالب عندما يكون باتصال مع الطالب ‏عن سلوكه عندما يكون باتصال مع المعلم او الاستاذ . اذن يعتمد السلوك ‏الاجتماعي للفرد على طبيعة الادوار الوظيفية التي يشغلها ، ونستطيع ‏التنبؤ بسلوك الفرد من معرفتنا لدورة الاجتماعي . فنحن مثلاً نستطيع ‏التنبؤ بسلوك الطبيب او سلوك المريض او سلوك الضابط او سلوك ‏الجندي من معرفتنا لأدوارهم الاجتماعية .‏

وبفهم وتفسير السلوك الاجتماعي يعني فيبر الاسباب الدافعة للسلوك ‏وأنماطه الاساسية .فالسلوك الاجتماعي قد يكون سببه العاطفة والانفعال او ‏سببه العادات والتقاليد الاجتماعية او سببه العقل والمنطق والبصيرة ‏والإدراك الواعي , لهذا يمكن تقسيم السلوك الاجتماعي حسب السبب او ‏الدافع الى ثلاثة انواع اساسية هي :‏

أ . السلوك الاجتماعي الانفعالي الغريزي :‏

وهو السلوك الانفعالي والعاطفي من ناحية الواسطة (‏means‏) ‏والغاية ( ‏End‏) . ومصدرة الغريزة او العاطفة التي غالباً ما تتناقض ‏مع العقل والحكمة والبصيرة وما تقرره الحياة الواقعية التي يعيش فيها ‏الافراد ، والغريزة هي ميل او اندفاع حيواني ينبعث من منطقة ‏اللاشعور ويدفعه صاحبة الى العمل من اجل اشباع متطلباته وحاجاته ‏الحيوانية والشهوانية دون التفكير في النتائج او العواقب التي تتبع ‏الحدث الغريزي . وللانسان حسب اراء مكد وجال (‏McDougall‏) ‏غرائز كثيرة واهمها غريزة حب التملك والخوف والهرب والغريزة ‏الجنسية والغريزة الاجتماعية ، وغريزة حب الظهور والسيطرة على ‏الاخرين وغريزة الاستسلام والخضوع وغريزة الامومة ، وغريزة ‏الموت والدمار وغريزة حب الاستطلاع ... الخ . تقع هذه الغرائز ‏الحيوانية حسب راي فرويد في منطقة الانا السفلى (‏Id‏) والغرائز التي ‏تخرج من هذه المنطقة تدفع صاحبها لتكوين العلاقات والتفاعل مع ‏الاخرين والتجاوب او التصادم معهم من اجل اشباع حاجاته ودوافعها . ‏لكن الفرد لا يكون خاضعاً خضوعاً تاماً للحاجات والدوافع الحيوانية ، ‏فهناك منطقة الانا العليا (‏Ego‏) الموجودة في منطقة العقل الواعي .
‏(‏Con-scious Mind‏ ) التي تهذب النفس وتضبط وتهيمن على ‏الدوافع الغريزية غير المهذبة وتمنعها من جلب الضرر والاذى ‏للانسان والمجتمع . فالدوافع الغريزية تريد الانطلاق واشباع نزواتها ‏التي تكبت الغرائز وتمنع خروجها وتهذبها لخير وسعادة الانسان وتقدم ‏ورفاهية المجتمع . ان الغرائز تسبب لحاملها المنازعات والمشكلات ‏والقلاقل التي تكدر راحته وصفوة حياته ، لهذا تتنافى مع صيغ العمل ‏الغريزي . ان السلوك الاجتماعي الغريزي كما يشير فيبر يتمثل في ‏النزاع والصراع بين الاصدقاء والدول وفي الغيرة والحسد والنميمة ‏والنفاق ودخول الانسان في عالم الخلاعة والمجون والملذات وانطوائه ‏الى الخمول والكسل واللامبالاة . كما يتمثل هذا السلوك بالجرائم التي ‏يرتكبها الافراد كالسرقة والقتل والاغتصاب والتزوير والاحتيال .‏

ب. السلوك الاجتماعي التقليدي :‏

ياتي هذا السلوك من عادات وتقاليد وقيم واخلاق المجتمع . وهذه ‏الضوابط الاجتماعية التقليدية تحدد سلوك الانسان وتنظم علاقاته ‏بالاخرين وترسم اهدافة وطموحاته ومصالحة التي غالباً ما تنطبق مع ‏تلك التي يعتمدها المجتمع ويؤمن بها ويكتسب الفرد هذا النمط من ‏السلوك منذ حداثة حياته من المؤسسات والمنظمات البنيوية التي يحتك ‏بها ويتفاعل معها العائلة والقرابة والمجتمع المحلي وجاعة اللعب ‏والمدرسة والجامع والكنيسة ... الخ . ان هذه المؤسسات والمنظمات ‏تزرع عند الفرد بذور هذا النمط من السلوك وتصب في عروقة ‏النموذج التقليدي للسلوك الاجتماعي السوي الذ ينسجم ويتفق مع ‏اخلاقية وسلوكية المجتمع وهذه الاخلاقية والسلوكية التي تمرر عبر ‏الاجيال وتشارك مشاركة فعالة في تحقيق وحدة المجتمع وقوتة . ‏ويتجسد هذا النوع من السلوك في طقوس السلام والتحيات التي ‏يمارسها الافراد في حياتهم اليومية ، كما يتجسد في مراسيم الاعياد ‏والمناسبات الوطنية والدينية وحفلات الزواج والختان ومآتم التشييع ‏والحزن .‏
ج. السلوك الاجتماعي العقلي :‏
وهو السلوك الذي يتميز بالتعقل والحكمة والمنطق والبصيرة والادراك ‏الثاقب للامور والقضايا والمشكلات . ويخرج هذا السلوك من منطقة ‏الانا العليا التي تعبر عن ماهية وحقيقة العالم الخارجي والحياة ‏الاجتماعية التي يعيشها الافراد والجماعات . وعند الاقتداء بهذا النمط ‏من السلوك يعتمد الفاعل الاجتماعي (‏Social Actor‏) في احتكاكه ‏مع الاخرين وتفاعله مع المجتمع اللغة الرفيعة والكلام المهذب ‏والاخلاق العالية والحجج والمبررات الموضوعية للافعال التي ‏يمارسها . كما يتظاهر بالرقة والوداعة والعفة والطهارة عند مقابلته ‏للآخرين لكي يكتسب ثقتهم وينال استحسانهم . وهنا يستطيع الفرد ‏بذكائه وقابليته وحسن سلوكه تحقيق مآربه وطموحاته التي قد تكون ‏مشروعه او غير مشروعة , وقد يلبي هذا النمط من السلوك دوافع ‏ورغبات وشهوات العقل الباطني بعد ان يستعمل اساليب المنطق ‏والحكمة والدراية والفطنه في تحقيق نزوات الفرد وحاجاته والتي ‏تنبعث من الميول والاتجاهات الغريزية الكائنة في منطقة اللاشعور .‏
ويقسم ماكس فيبر هذا السلوك الى ثلاثة انواع حسب طبيعة الواسطة ‏والغاية علماً بأن لكل سلوك مهما يكن نوعه واسطة وغاية كما اسلفنا ‏سابقاً .‏

بالواسطة او الغاية العقلية نعني الواسطة او الغاية الاخلاقية والشريفة ‏والمهذبة التي تنسجم مع اخلاقية وتعاليم ومثل المجتمع وتتكيف بمجالها ‏وتسير في فلكها . اما الواسطة او الغاية غير العقلية فهي الواسطة او ‏الغاية غير الشريفة واللأاخلاقية التي تتنافر وتتناقض مع تعاليم ومثل ‏واهداف وتراث المجتمع . ويتمثل هذا النوع من السلوك بحالة المنتج ‏الرأسمالي المحتكر الذي يستعمل الآليات الميكانيكية الحديثة تعتمد ‏الخبرات العلمية في الانتاج والتنظيم من اجل خلق بضاعة يحتاجها ‏المجتمع . لكن غايته من الانتاج هي الربح الفاحش .واستغلال المواطنين ‏خصوصا عندما يفرض اسعاراً عالية عليهم . اذن الواسطة اخلاقية وهي ‏الانتاج الآلى وتهيئة البضاعة المطلوبة ولكن الغاية لا اخلاقية وهي ‏احتكار بيع السلعة واستغلال المواطنين .‏

وهذا النوع من السلوك العقلي معاكس للنوع الاول من ناحية الواسطة ‏والغاية . ويمثل بحالة رب الاسرة الذي يرغب بامتلاك دار للسكن ، لكن ‏لا يوجد بحوزته المال اللازم لشراء البيت ومثل هذا السبب المقنع جداً قد ‏تدفعة الى السرقة او الاختلاس . اذن الغاية هي اخلاقية وعقلانية لانها ‏تتجسد في رغبة رب الاسرة في امتلاك دار لأسرته والواسطة هي لا ‏اخلاقية وغير شريفة لانها تتجسد في سرقة او اختلاس الاموال لشراء او ‏بناء مثل هذا الدار .‏

يسمى هذا النوع من السلوك بالنوع المثالي للسلوك الاجتماعي ‏
‏(‏Ideal Type‏ ) والنوع المثالي للسلوك الاجتماعي هو ذلك الذي ‏يبتعد كل البعد عن العاطفة والحيز والتعصب والتشنج ويكون سلوكاً ‏محايداً من حيث ادوات تنفيذه وأغراضه . والسلوك هذا يكون عقلانياً ‏من ناحية الواسطة التي ينفذ من خلالها والغاية او الهدف الذي يرمي ‏الى تحقيقة . ويتجسد هذا النمط من السلوك في سلوك الجندي الذي ‏يدافع عن وطنه ، فالجندي اثناء المعركة يستعمل الاسلحة المتطورة ‏والخبرات القتالية الفاعلة وينفذ الخطط العسكرية الموضوعية امامه ‏وهذه هي واسطة السلوك . لكن الهدف من استعمال الاسلحة والخبرات ‏العسكرية والقتالية هي تحقيق النصر على الاعداء والدفاع عن تربة ‏الوطن . وهذا الهدف هو هدف عقلي ايضاً . اذن سلوك الجندي في ‏المعركة هو سلوك ياخذ طابع النوع المثالي .كما ان سلوك طالب ‏المدرسة او الجامعة هو سلوك يتميز بالنوع المثالي طالما ان واسطته ‏عقلية واخلاقية (الدوام المنتظم والسعي والاجتهاد ) وان غايته عقلية ‏واخلاقية ايضاً (الحصول على الشهادة العلمية وخدمة المجتمع من ‏خلالها ).‏

اما البروفيسور جورج زيمل فيعرف علم الاجتماع بالعلم الذي يهتم ‏بدراسة شبكة العلاقات والتفاعلات الاجتماعية التي تقع بين الافراد ‏والجماعات والمؤسسات على اختلاف أنواعها واغراضها . فعلم الاجتماع ‏كما يرى زيمل ينبغي ان يدرس انواع العلاقات والتفاعلات كما تقع ‏وتتكرر خلال فترات تاريخية مختلفة وفي مواضيع حضارية متنوعة ، ‏لهذا انتقد زيمل النظريات الاجتماعية العضوية التي طرحها كل من كونت ‏وسبنسر ونبذ الاسلوب التاريخي المتداول في المانيا والذي يدرس الحقائق ‏والظواهر الاجتماعية دراسة تاريخية .‏

الاجتماعي التطبيقي :هو ذلك الشخص الذي يختار المفاهيم والاحكام ‏والنظريات الاجتماعية ويستعملها في حل المشكلات الحضارية والانسانية ‏التي يُعاني منها المجتمع .بيد انه لا يستطيع بمفردة حل مشكلات المجتمع ‏دون تعاونه مع الموظف الاداري والسياسي . فالسياسي هو الذي يخطط ‏ويرسم السياسة الاجتماعية التي ترمي الى تنمية المجتمع ورفاهيته . وهو ‏الذي يختار السبل لتحقيق ذلك ، الا انه خلال عملية رسمية للسياسة ‏وشروعه بتنفيذ مراحلها يحتاج الى معلومات وحقائق يمكن الحصول عليها ‏من العالم الاجتماعي التطبيقي .‏

.يمكننا في هذا المجال تحديد اهم الاهداف التي يريد علم الاجتماع تحقيقها ‏للإنسان والمجتمع وهذه الاهداف يمكن درجها بالنقاط التالية :

.1 يهدف علم الاجتماع وضع مورفولوجية خاصة بالعلاقات ‏الاجتماعية تأخذ على عاتقها تصنيف العلاقات الى انواع مختلفة ‏وادخالها في كافة منظمات المجتمع . والهدف من هذه ‏الموروفولوجية تحويل العلاقات الانسانية من علاقات سلبية عدائية ‏الى علاقات ايجابية وتعاونية .‏

2.‏  يحاول علم الاجتماع توضيح اجزاء البناء الاجتماعي وتحليل ‏عناصرها ومركباتها فهناك المؤسسات الدينية والاقتصادية ‏والاسرية والسياسية والتربوية . وهذه المؤسسات مترابطة ومتكاملة ‏وان أي تغيير يطرأ على اداها لا بد ان يترك اثارة وانعكاسه على ‏بقية المؤسسات وهنا يحدث ما يسمى بالتحول الاجتماعي .‏

‏3.‏  يهدف علم الاجتماع الى دراسة انماط السلوك الاجتماعي ودوافعه ‏وآثاره على الفرد والجماعة ، ودراسة السلوك الاجتماعي هذه ‏تتوخى محاربة السلوك الانفعالي وتعزيز ودعم السلوك العقلاني ‏تعود مردود اته الايجابية للفاعل الاجتماعي والمجتمع الكبير على ‏حد سواء .‏

‏4. ‏ يحاول علم الاجتماع الحديث معرفة قوانين السكون والديناميكية او ‏التحول الاجتماعي .‏


‏5. يتوخى علم الاجتماع تشخيص المشكلات الاجتماعية التي تعاني ‏منها المجتمعات قاطبة ومعرفة اسبابها الموضوعية والذاتية وأثارها ‏القريبة والبعيدة وطرق مجابهتها والتصدي لانعكاساتها الهدامة .‏

‏6. ‏ دراسة طبيعة وأسباب ونتائج الظواهر الاجتماعية المعقدة ودراسة ‏اجتماعية تحليلية ونقدية تنبع من واقع وظروف وملابسات هذه ‏الظواهر كدراسة الحركات الاجتماعية والسياسة والثورات ‏والحروب والطبقات الاجتماعية والانتقال الاجتماعي والمنافسة ‏والتعاون والصداقة والعداوة والرئاسية والمرؤوسية والتعصب ‏والتحير ... الخ . ‏

‏7. ربط المؤسسات والنظم الاجتماعية من حيث نشوءها وتطورها ‏بالمجتمع الذي توجد فيه وتتفاعل معه . فهذه المؤسسات والنظم ‏ظهرت لتنظيم المجتمع وحل مشكلاته وتناقضاته وتوطيد علاقته ‏بالمجتمعات الاخرى ناهيك عن اهمية دورها في خدمة الفرد ‏وتحقيق طموحاته واهدافه القريبة والبعيدة .‏

ليست هناك تعليقات: